أخاف الحب كما أحبه ، أني أحب و بعض الحب ذباح ، كنت في زمن النور ، أجمع لفائف الحب المتناثرة عليّ ، محاولاً بناء جدار منها ،
يحوط قلبي و فؤداه ، لكن كذب المشاعر أتلف تلك الصفوف المرصوصة ، و ساقني التعس إلى بئر أسود ، تحوم حولها ذئاب و ثعابين جائعة الشتات ، كنت أنا الحي و الموت يأتمرني ، و شعلة وحدها تبقي عيني دون نعاسها ، شعلة من مشاعر مهترئه و حب قديم ، و أنا غارق في سموم ثعابين الهموم ،و الجروح الدامية تلون حياتي كدراً ..
أنتشلتني أميرة من وسط العراء ، و أنعشت حياتي من جديد ، فقط بكلماتها التي تذيب الحديد ، و تسد كل جوعٍ للحب المفقود ، و الثمل يغطي لحمي وجسدي ، أقلد الحياة و حقيقتي ميت ، و أرسم البسمة على وجهه مجعد .
مغماً عليّ ، أسمع من جديد داء الأمل ، تحمله لي كلمات تلك الفاضلة ، تمر الأيام و الساعات ، و نحن الأثنين في لقاء لا ينقطع ، في كل ليلة ، نلتقي تحت ستار الخيال ، و القلب ينادم القلب ، وحدها النجوم تشهد سمرنا ، يشاركها قمر يخجل من نور تلك الجميلة ، كعشاقٍ اتلتهم الأعين بالخفاء .
في تلك الليلة كنت قد بنيت لها عرشاً بقلبي ، لكنني كنت لا أزال أعاني من غمام السموم ، التي لم تدع للنور مجالاً للدخول ، و هي ..
تؤنسني بحضورها ، وتشعل شموعاً تبنانا ضوئها ، و أنا في حيرة الجهال ، تستمتع كلما تلوت عليها حديثي ، كما هو الحال معي ، تلى جو السمر جو غريب ، أضافته بعصاها السحري ، لأتوه بعدها في دومات لم أزرها منذ زمن .
عندما سألت ، عندما لمحت ، عندما أجابت و اعترفت ، نشوة غريبة سرت في روحي ، و السعادة غمرت جسدي الهامد .
أعود للحب بعد كل هذا !! كيف ؟ ولِم ؟ و متى ؟!
أسأل القلب بعد أنقضاء سمرنا ، كيف دث هذا ياقلبي ؟
فيجيب قلبي : كيف أوضح ؟ هل في العشق أيضاح ؟
قلت له : أما ندمت مما تجرعته في الماضي ؟
قال : كانت نزوات مراهقة زاخرة بالمشاعر .
قلت له : مما تخاف إذاً يا قلبي ؟
قال : الحب عذاب لذيذ ، لكن اختباراته لا يصمد أمامها إلاّ المحبين حقاً ، خوفي أن يكون الاختبار صعباً ، أن يكون الحب مبرراً للهروب من الحياة و الواقع ، و الخوف الأكبر أن تكون نهايته مؤلمة .
حبيبتي ، هذه رسالة من إمرء صنع منه الحظ تعيساً ، إليكِ يا وردة عجزت عن وصفها ، و إلى تلك المشاعر التي غمرتني بحنانها ، و إلى تلك الطفلة التي أغوتني بضحكاتها .
أنا رجل بلا قدر ، و كم أتمنى أن تكون أمرأة هي قدري ، لهذا لن أقبل بأي أخرى قبل أن أفهمها و هي تفهمني ،
هل أستعجلتي أمرنا أم أنه قلبكِ الولهان ؟ دعينا من عواطفنا قليلاً ، و لنحكم العقل قبل الزمان ،
كيف أحببتي شخصاً تسكنه عيوب الحياة و همومها ؟ كيف أحببتي شخصاً يكاد ينسى معنى الفرح و الأمان ؟
كيف أحببتي شخصاً لم تراه عينيكِ التؤمان ؟ و لم تسمعه أُذناكِ الصغيرتان ؟
لم أحببتي شخصاً ، أنتي في غِنى عنه و نسيان ، فأنتي الأميرة التي يتمناكِ كل إنسان ،
و أنا ؛ مجرد كومة من التناقضات ، لا زالت تحاول أنتشال نفسها حتى الآن ،
ما المميز فيّ كي يختارني قلبكِ العطوف ؟ ، مالذي تعرفيه عني كي تُهديني ما يتناه أي إنسان ؟
أنا الكتوم الغيور ، لي عقل توزع القبور ، ولي جسد تكوت فيه الأحزان ،
لم التعيس دون السعيد أخترتِ ؟ لماذا ؟ لماذا ؟
لا أريد أن أكون مأساتكِ ، ولا أن أكون سبباً في عذابكِ ،
لا أريد أن أعيشكِ في حب كاذب ، نعم ، الحب الكذاب ،
ذاك الحب الذي يوهم صاحبه بأنه وجد شريكاً لحياته الباقية ،
فأنا أحبها كما أحبك ، أعرف انها حقيقة مرة
آهٍ يا أميرتي لو تعلمين حقيقة هذا المزين بالكتمان ، أكنتي فضلتي الصداقة أم حبٌ مُدان ؟
أحبكِ ، و أحبكِ ، و أحبكِ ،
أنا مستعد في الميدان ، أُنازل القدر و النفس و أقوى الفرسان ،
و أدخل حبس العذاب دوماً ، ليكون الموت علي سجان ،
فقط لأجلكِ ،،،
و قلبي معلق بشجرة رمان ، أسمها غالٍ من النسيان ،
جهاد في روحي ، و ذاك الحب شاهد و الحنان .
من تائة عبر الزمان ، أمير بحرٍ مهاجر للعيان ..