شمسي اليوم في أفول دائم ، و نسيم ربيعي يهب بلهيب الهموم ، وذاك شبابي المتعفن في صورة الجمال ، يزين لي سماء مغمورة بالذنوب .
لما لامسني هذا النصيب يا ترى ؟
لما أنا من يجرفه إحسانه للهاوية ؟
لما أكون دائماً المدان على أفعال غيري ؟
نعم ، أنا مُدان !
يدينونني و يلقون ظنونهم الملوثة عليّ ، بلا تفكير أو تكليف أنفسهم بالبحث و التحميص ، أحكام وراء أحكام
لا أمل منهم . لا مكان معهم . لا حياة بينهم .
هذه حياتي التي وقعوا عليها حكم الاعدام ،
يدينونني بتجرثم دماغ من كان في يومٍ ما شقيقاً لي !!
و أنا الذي سهر لياليه داعياً باكياً ، أنا الذي بذل روحه
و جل ما يملك كي ينتشل جثة ذاك الغريق .
و أنا الذي سكب الوقت في عقله المجوف بالعدم ,
بعد كل ما ضحيت به لأجله ، يصبون أقوالهم المتملقة
كأنهم يرون ما رأيت ، و يشتمون ما ساد جو البيت !!
أسأل نفسي كلما عاتبني أحدهم في ذاك الأخرق /
لماذا لا يسمعون ما أريد قوله لهم ؟
لماذا يكتفون بكلام طرف دون الآخر ؟
لماذا ينبشون جروحاً من قبورها كلما تكررت الغارات ؟
لما تلك الأدانات و الأحكام !
و أسئلة و أسئلة كلها لا تجد في قلبي المتفحم أي جواب .
يقتلونني كلما أردت الحياة , يسممون كل شيء جميل تبقى لي ،
فعلاً ؛
أرضاء كل الناس غاية لا تدرك ،
فاليقولوا ما يحلوا لهم ، فأنا بـِت أطمح وراء موتٍ هادئ
ألا ليتك يا أجلي قريباً مني ..
فتأخذ روحي من هذا الجسد المهترئ ،
قاصداً غسلها في مياة النيل العبقة ،
مائلاً بها في طريق خلاصي لزيارة أحدهم ,
لزيارة أميرة عشت باحثاً لها عن موطن بقلبي ..
عساني لدى رؤية وجهها أتلثم حياءً و خجلا ،
فلا أملك من الأمر غير أن أدعوا إله الكون و الخلائق
بأن يعيدني للحياة
لذلك الجسد الممزق
و لتلك الهموم المثقلة كاهلي
فقط كي أعود لرعاية بذرة أهدتني أياها تلك الجميلة ..