Adam Lambert - No Boundaries
Found at No Boundaries on KOhit.net

الخميس، 5 أكتوبر 2006

مدافع رمضان

في كل شهر من أشهر رمضان الكريم ، تجمعنا روابط الإيمان ، و تحفنا أيادي العطف و التسامح ، و فضائل هذا الشهر الكريم كثيرة و معالمه عديدة ، اخترت لكم أشهر تلك المعالم و أشهرها على الإطلاق .

فمنذ أمتد نفوذ العثمانيين الأتراك داخل الدويلات الإسلامية باسم الخلافة ، و عادات استقبال رمضان و تقاليد إمضاء أيامه كما هي ، عدا بعض الأختلاف و التأثير الذي وضعه العثمانيين إما لحل مشكلة أو لأغراض أخرى ، و مع بدائية الماضي و حاجة الناس إلى طريقة تعلن لهم عن بداية رمضان ، و موعد الأفطار و السحور ، فقد لزم حل ذلك الإشكال من قبل الدولة العثمانية ، و عندها تم استخدام المدافع كوسيلة لأعلام الناس عن تلك المتطلبات الزمنية .

و تم تطبيق هذا الحل على سائر الدول الإسلامية الواقعة تحت سيادة العثمانيين ، و كما نعرف أن اليمن كانت أحد اجزاء الدولة العثمانية ، وقد ارسلت إليها المدافع من مصر ، ووُضعت في أماكن عالية كي يُسمع صوتها لمسافات طويلة .

أشهر مدفع في اليمن هو مدفع الإفطار في صنعاء ، والواقع في جبل نقـُم الشامخ ، و يساعد ارتفاع الجبل في إيصال صدى صوت المدفع إلى أكبر قدر من الناس و يصل مدى صداه العالي إلى 10 كيلو مترات أو أكثر .

و يتذكر أهالي صنعاء من كبار السن تلك العادة المميزة جيداً كلما ذهبوا لوصف أيام رمضان

في عهد الإمامة و ما قبل الثورة اليمنية .

و بقي رمضان ذو طابع فريد عند إطلاق تلك المدافع ، و اُتخذت عادة سنوية لعقود ،

و أدى سقوط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية إلى منع ذلك التقليد في بعض الدول

التي وقعت تحت يد الوصاية و أمثالها ، بينما استمر في بعض الدول إلى فترات متفاوتة .

في اليمن ، أُلغي ذلك التقليد بعد الثورة اليمنية و لأسباب عديدة كالأضرار التي يحدثها

إطلاق المدافع ، و دخول البدائل لتلك العادة كالساعات و التوقيت المحدد سابقاً .

و بعد عقود تم إعادة إحياء هذه العادة بقرار جمهوري صُدر قبل سنتين من الآن .

ولم يستخدم المدفع للأعلان عن وقت السحور و الإفطار فحسب ، بل للأعلان عن رؤية

الهلال و للأخبار عن وقت صلاة العيد و غيرها .

و تشترك عدة دول في إحياء إطلاق مدافع رمضان على رأسها مصر و تركيا ، إلا انه

تم استبدال الذخيرة الحية بوضع البارود في بطن المدفع فقط ، تفادياً لأي أضرار مادية

أو خسائر بشرية كما في السابق .

و يضل رمضان هو الشهر الوحيد ذو المميزات الفريدة في أيامه ، وبعيداً عن صدى

المدافع ، أقول في الختام ، تقبل الله صيامكم و قيامكم ، و جعلنا من عتقاء النار .

و السلام ختام ...

ليست هناك تعليقات: