Adam Lambert - No Boundaries
Found at No Boundaries on KOhit.net

الجمعة، 27 أكتوبر 2006

القـُبلة الأُولى ..

كان ذلك قبل عقدٍ من الزمان ، و تحديداً قبل ثمان سنوات ، إنه يوم عطلة رسمية ،، و جميعنا نائمين على فِراش واحد ، كانت حماستي للتعلم آنذاك تفوق أي وصف ، فكانت هي التي تسيرني و تسود أفعالي ، و لم تخب معي تلك الحماسة .

فتحت عيني النعسانتين ، لأنظر لشروق الشمس الذي ملئ الغرفة بالضوء الذهبي ، أسندت رأسي على وسادتي متذكراً كلام مدير مدرستي يوم أمس ، قال لنا أن هذا اليوم لن يكون عطلة بل يوماً دراسياً !! ثارت بيّ ثائرة ، فقد سهرت يوم أمس و أنا أراجع للاختبار مع أخي ، ولا أريد أن أفوته ...

كل من كانوا حولي نهضوا من سُـباتهم ، و أتذكر والدي حين قال لي أن هذا اليوم عطلة للجميع ، لكنني رفضت الانصياع لكلامه ؛ اتصلت أمي بالمدرسة كي تتأكد من صِحة كلامي ، فتبين لها أنني على حق ، مع هذا سِرت للمدرسة و أنا مُمسِك بيد أخي ، وكُلي قلق من تفويت الامتحان ...

أصِل للمدرسة و أصعد الدرج مسرعاً كالبرق ، ذهب أخي لصفه و أنا أتجهت لصفي ، حالما وصلت لباب صفي المفتوح أقف مذهولاً !!

كانت تنتظرني ،، وهي ممسكه بورقة الاختبار ، لم يكن في الصف غير بِضعة طُلاب تأخروا مثلي ، قالت لي : أين كُنت ؟ إنني منذ زمن أنتظرك ، و كُنت أعرف بأنه من المستحيل أن تـُضيع آخر اختبار لك .

وجدت قلقاً في صوتها قد تلاشى مع رؤيتي ، و ابتسامة واست بها حيرتي البريئة ، لأجلس في مكاني و أبداء بحل تلك الأسئلة ، غير مبالٍ بما حدث معي ، و غير مـُدركٍ للقادِم .

سلمت تلك الورقة ، و حـُزن عميق تشبث بمشاعري ، أقول في نفسي : لن أراها كما فعلن سابقاتها !! ، كنت آخر طالبٍ يُنهي تسليم و رقته ، أخذت هي تنظر لنا و تتحدث ، لم أعرف ما كنت تقول ، و لم أركز إلا على علامات الحزن التي تجلت بوجهها القَـمَري ، و سُـرعان ما أزاحت ذلك الحزن بابتسامتها الساحرة .

هكذا هي النهاية !! هل هذا يعني أنه الوداع !! (قـُلت في نفسي ) ، إذا بي أراها تنحني و تـُعطي أحدنا قـُبلة على جبينه ، و أخر على خده ، وواحد تلو الآخر ، و الدمع يتجمع على سفح عينيها ... وصلت إليّ ؛ كنت آخرهم ،،

لم أُصدق ما رأته عيني ، فهذه أول مرة تفعل مثل هذا العمل !! تـِلك الحالمة ، قابلتني بوجهها المشرق ،، لـِتـُهديني قـُبلة ً على ذقني ، لامست أسفل شفتي ...


كانت أول و أصدق قـُبلة أحصل عليها ، من امرأة جمعت في داخلها صـِفات الأم و الصديق و المـُحب .

كان ذلك اليوم هو آخر يومٍ لي في الصف الثالث الابتدائي ، و كانت تلك الفاضلة التي أحببتها بصـِدق هي مـُعلمتي ياسمين ، مـُعلمتي التي سكنت قلبي و عقلي بعطفها و حنانها و رِقه مشاعرها ..


فـِعلاً الإنسان المليح يـُذكر ولو بعد سنوات ...

ليست هناك تعليقات: