المرأة لها صفات عديدة ، ولها جوانب مديدة ، و كما لها المميزات الحسنة فإنها قد تتحول بتلك المميزات إلى عيوب ، فكل امرأة لها عقلها و تفكيرها ، ولكل امرأة أسلوبها و طريقتها ، فعندما نصف المرأة بالجمال فإننا نميز في الأمر نفسه بوضعنا حواجز و فوارق بين الصغيرة و الكبيرة ، بين البيضاء و السمراء .
و تلك العنصرية الغير مُضرة عند أي إنسان نشاء نشأة باردة ، أما لدى الإنسان الذي علمه الدهر أن المرأة كنز لا غِنا عنه ، فهو لا يكترث لتلك الفوارق السطحية ،، لماذا ؟!
لسببٍ بسيط آلا وهو أنه في حقيقة الأمر لا ينظر لذلك الجمال !! بل يلتمسه بقلبه و يشمه بروحه و يُحلله بأحاسيسه تجاه مصدر ذاك الجمال ،، أي جمال !!
هو بئر ليس بغريق ، مائه أكسير حياة أُخرى ، إنما لا يصل إلى هذا البئر أحد ؛ فقط من دخل من بوابته الرئيسي ، آلا وهي ( القلب ) .
قلب المرأة ، بستان أخضر فيه سِحر من أصناف الصفات ، فيه ورود رحيقها عَبق المشاعر ، يشُق ذاك البستان نهرٌ جارٍ ، يزود تربته بالعطف و الحنان ، بالحب و الأمان ، بالرقة و الجمال .
من الصعب أن يشرح المرء ذلك المكان ، لكن ليس من الصعب أن يأكل من ثمرِ شجره ، أو أن يلتمس من قطوف وروده ، أو أن يشرب جرعه من مياهه .
قد يقول البعض من الرجال : و ما الفائدة من جمال المرأة ؟
بكل بساطة ، لا معنى للجمال إلا عندما نفتقر إليه ، فإذا افتقرت المرأة لجمالها ، فإن جزء من تركيب نفسيتها و أحاسيسها سينهار ، كذلك بعض أصناف معشر الرجال !!
و لنأخذ الأمر بعقلانية أكثر ، فمن منكم معشر الرجال يرغب بما هو أدنى من الجمال العادي ؟
ولا أتعمد ذِكر القُبح أو بشاعة المنظر ، لأنه أحياناً يكون هذا الشيء مُقدر و محتوم وقوعه ، و يبقى الجمال الداخل الأسمى في نظر الإنسان المرهف .
{ أيهما أفضل ؟ }
من وجهه نظري فأنا أجد أن الجمالين الخارجي و الداخلي إذا ما اجتمعا في امرأة واحدة كان ذلك الأفضل ، فالجمال الداخلي كصفاء القلب و الطيبة و العاطفة القوية هي مُكمل للجمال الخارجي و أيضاً وِقاءً للروح من الكِبر و الهوس بالجمال الفاني .
من تدهورَ عنها الجمال الخارجي ، فهي نِعمة وليست نِقمة ، و كل امرأة لا تهتم جمالها إما أن تكون كثيرة الجلوس في البيت أو كثيرة العمل أو مهووسة بالعلم .
و الهوس بالعلم و التخطيط للمستقبل يكون عند الرجال أكثر أسباب الأبتعاد عن التأنق و الأعتناء بالمظهر الشخصي ، فمثلاً آينشتاين ، لم يكن مهتم بمظهره حتى أن شعره لم يكن يرتبه و كل صورة له مؤخراً شاهد على هذا النوع من الناس ، فهُم و بحسب علم النفس /
هُم أُناس متوسطون في الجمال ، يميزهم حِس الفُكاهة و الطرافة و قيمة عقولهم أكبر من أجسادهم .
---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق