أكتب اليوم ها هنا ،،
في غلاف الحاضر ،،
من شعلة أنارت درب السماء ،،
إلى محط رحال القوافل ،،
أكتب ، لقلبٍ تضور حنيناً ،،
من اشتياقه ظِل أغصان الزيتون ،،
من فراق حِـجر أم ٍ ميمون ،،
من بكاء بيت ٍ كان مسكون ،،
أكتب ، و أرتب سطوري ،،
أصُـفها في أدراج أفكاري ،،
ثم أعود و أكتب ،،
لمن تلاشت أحلام رموشه ،،
بعد أن غسلتها مجاري الحدث ،،
و ساقتها أيادي الخبث كرهاً ،،
إلى مجاري النسيان السائح ؟!
لمن أبا الذل دوماً ،،
مقايضاً الحال بالمال ،،
فلم يمد يده للآخرين يوماً ،،
حتى تمزقت أحشائه الخاوية ،،
و صعدت روحه تهليلاً رواية ،،
أكتب بقلم ٍ مكسور ،،
على أوراق مبعثرة الخواطر ،،
سطرها فلاح بمحراث أرضه ،،
ليذروها ببذور التاريخ ،،
و من آبار الأيام يسقيها ،،
لتمر الصفحات سريعاً ،،
و تغدو السيقان حروفاً ،،
و الأوراق كلمات ،،
و الأشجار جُـمل ، ثمارها شجن القصيد ،،
أكتب مدارياً عيب قلمي ،،
مهمشاً جفاف حِـبره المعتوق ،،
لأصنع من الأمل بذره ،،
أتت سنابلها قطوف للحياة ،،
و شربت جذورها تراب التخلف ،،
لأصنع من الحال عبره ،،
تتبادلها رفوف الأخطاء ،،
و تستقي منها الأسماء ،،
علها تحقن أوداجها و الدماء ،،
و تنظر عيوبها العوجاء ،،
أكتب ، لمن سباه الماضي إلى مغبته ،،
و أختاره ،،
لأن ينقط حروفه بهباء النُـقط ،،
كي لا يجد من يأوي آماله ،،
بكلمات ٍ مرثية يتبختر ،،
مثل ثمل ٍ متلبد ِ يترنح ،،
هذيان يركب لسانه ،،
لا يدري مكانه ،،
غائب عن طيف الحقيقة ،،
أكتب لوطن ٍ ،،
كاتب الدنيا بأصوات الأطفال ،،
ناشد ضوء النهار ،،
تكاثرت جِـراحه ،،
ولم يُـسقى غير الغبار ،،
عجباً يا أرض النقاء !!
ما جنت قلوب لتقسَ حجار ؟
ومال الضمائر تبخرت ؟
تاركه خلفها وحوشاً و كفار ،،
أكتب للأجيال ،،
ربما بالغد سيبنون صروحنا ،،
بأكف التعاون ،،
و بإخلاص الحلم ،،
أيادٍ متحدة الأصابع ،،
لوحدة مؤبدة ،،
نُقش أسمها بالأظافر ،،
على أعمدة رخام مُخلدة ،،
أكتب ،،
لأحلامٍ جاورت القمر ،،
لأعينٍ أعياها السهر ،،
و لأسماءٍ عَلَت بين البشر ،،
و أعيش لأكتب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق